قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة إن أسس العالم المسالم باتت تتصدع والانقسامات الجيوسياسية أخذت تتسع محذرا من أن السلام أصبح مهددا والحرب تزحف إلى الأمام.
جاءت تصريحات الأمين العام في كلمة ألقاها أثناء المراسم السنوية لقرع جرس السلام بمقر الأمم المتحدة في نيويورك إحياء لليوم الدولي للسلام الذي يوافق يوم الـ 21 من سبتمبر الجاري.
وأضاف غوتيريش «السلام بالنسبة للأمم المتحدة سبب وجودنا ونبراسنا وعقيدتنا التأسيسية» ودعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل زرع ثقافة السلام.
وقال غوتيريش «من الشرق الأوسط إلى السودان وأوكرانيا وما وراءهما نرى الرصاص والقنابل تشوه وتقتل والجثث تتراكم والسكان يعانون من الصدمات والمباني تتحول إلى أنقاض».
ونبه غوتيريش كذلك إلى أن التضليل يؤجج نيران الكراهية ويتم تسليح التقنيات الجديدة من دون أي حواجز وأن أزمة المناخ تغذي عدم الاستقرار مشددا على أنه يجب أن تكون المؤسسات الدولية في وضع أفضل للاستجابة.
وحول قمة المستقبل التي تنعقد في وقت لاحق من الشهر الحالي أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن «لدينا فرصة للتغيير» حيث يمكن بدء عملية الإصلاح والإنعاش.
وأوضح أن ذلك يمكن أن يتم من خلال تكييف المؤسسات متعددة الأطراف مع واقع اليوم وتعزيز الخطة الجديدة للسلام وتنشيط أهداف التنمية المستدامة وحماية حقوق الإنسان ومعالجة النقطة التي يلتقي فيها المناخ والأمن والدفاع عن المساواة بين الجنسين ومكافحة العنصرية والتمييز.
وختم الأمين العام كلمته بالقول إن موضوع اليوم الدولي للسلام هذا العام يأتي تحت شعار «زرع ثقافة السلام» وهو «قضية يجب علينا أن نتكاتف من أجلها في هذا اليوم وكل يوم من خلال قمة المستقبل وما بعدها».
من جانبه قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ أمام المشاركين في المراسم السنوية لقرع جرس السلام إن ذلك الجرس الذي تم التبرع به للأمم المتحدة قبل 70 عاما «يعد رمزا مهيبا لنموذج السلام داخل الأمم وفيما بينها».
ونبه يانغ إلى أنه رغم أن الدول الأعضاء تعهدت في ميثاق الأمم المتحدة «بممارسة التسامح والعيش معا في سلام مع بعضها البعض كجيران طيبين.. فإننا نشهد اليوم العكس تماما» بما في ذلك خطاب متزايد من العزلة والإقصاء وعدم التسامح مع الآخر وموجة متصاعدة من الصراع.
وشدد على أنه «حان الوقت لإعادة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة دستور نظامنا متعدد الأطراف.. لقد حان الوقت لاستعادة الثقة والتضامن داخل أسرتنا من الأمم».
ولفت يانع إلى أن الفرصة التاريخية التي تمثلها قمة المستقبل لتعزيز أدوات التعاون بين الأمم وتعزيز قضية السلام المستدام.
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه «ما بين أوكرانيا وغزة والسودان وميانمار وهايتي وأماكن أخرى يبحث الناس بشدة عن بصيص من الأمل ونهاية للصراعات والنزاعات.. فلنقرع جرس السلام اليوم ونرسل رسالة أمل من أجل السلام».