في إطار التصعيد العسكري المستمر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية جديدة في شمال الضفة الغربية، تعد الأوسع منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002.
وقد أسفرت العمليات حتى مساء أمس عن استشهاد نحو 12 فلسطينياً وإصابة العشرات، وسط إدانات عربية واسعة للعدوان الإسرائيلي.
تحت اسم “المخيمات الصيفية”، تهدف العملية إلى إحباط ما تصفه إسرائيل بـ “البنية التحتية الإسلامية – الإيرانية”.
وتستهدف العملية بشكل رئيسي مخيمي جنين ونور شمس للاجئين، بالإضافة إلى مخيم الفارعة في الأغوار. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الحملة تشمل اعتقال المطلوبين وتدمير البنية التحتية في المناطق المستهدفة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قطعت الطرق المؤدية إلى مستشفيات في جنين وطوباس، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان وجمعية الهلال الأحمر، مما يهدد بتداعيات خطيرة على المرضى والرعاية الصحية. وأكدت الوزارة أن الحصار يعيق وصول المساعدات الطبية وينذر بزيادة الأضرار في القطاع الصحي.
ورداً على التصعيد، أطلقت “سرايا القدس” على المعركة اسم “رعب المخيمات”، مؤكدة أن مقاتليها سيعتمدون استراتيجيات جديدة لمواجهة القوات الإسرائيلية. كما أعلنت “كتائب شهداء الأقصى” عن اشتباكات عنيفة وإلقاء عبوات ناسفة في مخيم بلاطة بنابلس. من جانبها، اعتبرت حركة “حماس” العملية في الضفة الغربية توسيعاً لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.
ومع تصاعد العمليات، ظهرت مخاوف من تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية. وقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات مشابهة لتلك التي تقوم بها في غزة، بما في ذلك إخلاء موقت للسكان. وأضاف أن إيران تعمل على دعم جبهة في الضفة الغربية من خلال التمويل والتسليح.
ومنذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر، شهدت الضفة الغربية مقتل ما لا يقل عن 660 فلسطينياً، بينما قُتل نحو 20 إسرائيلياً في هجمات للمقاومة خلال الفترة ذاتها.
تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه الإقليم توترات متصاعدة، مما يفاقم من الوضع الإنساني ويزيد من حدة الأزمات في المنطقة.