طمأن الدكتور عبد الله السند، خلال مشاركته في برنامج «مفاهيم» على تلفزيون الكويت، بشأن المخاوف المنتشرة حول ظهور فيروسات جديدة أو متحورات، والتي تُصوّر وكأن العالم يواجه تهديدات كبيرة. وأكد السند أن التحذيرات الصادرة عن بعض المؤسسات العالمية المعنية بالأوبئة تهدف بشكل أساسي إلى دعوة المختصين والأنظمة الصحية للاستعداد لمواجهة أي وباء محتمل.
وأوضح السند أن المصطلح “X” الذي يتم تداوله حالياً لا يشير إلى مرض محدد، بل هو اسم افتراضي صيغ في عام 2018 لتشجيع التفكير في كيفية الاستجابة لأي وباء محتمل.
وأكد أن هذا المصطلح يستخدم لتعزيز اليقظة والوقاية، وليس لخلق حالة من الهلع، مشدداً على ضرورة الحكمة في التعامل مع الأوبئة، وتفادي المبالغة في التصوير أو التقليل من شأنها.
وأشار السند إلى أن الأوبئة، على الرغم من خطورتها، ليست التهديد الوحيد للبشرية، بل إن مسببات الأمراض والمكروبات تظل العدو الأول، الذي يمكن أن يتطور إلى جائحة. وقدم السند خلال البرنامج إحصائيات تاريخية تسلط الضوء على الأثر الكبير للأوبئة عبر التاريخ، بدءاً من الطاعون الأنطوني وصولاً إلى فيروس كورونا المستجد.
وحول الجدل بشأن أصل فيروس كورونا وانتقاله من وباء إلى جائحة، أشار السند إلى أن الفيروس تسبب في وفاة نحو 7 ملايين شخص حول العالم، وأن الأدلة التاريخية تشير إلى استخدام الجراثيم كسلاح في الحروب، مما يربط بين العبث البيولوجي والأوبئة التاريخية.
ودعا السند إلى التعامل مع المخاوف بموضوعية، محذراً من الانجراف وراء الإثارة التي تستغل حالات الخوف والقلق. وشدد على أهمية الإصلاحات في الأنظمة الصحية، بما في ذلك تعزيز الشفافية، الاستجابة السريعة، الوقاية من العدوى، وتحسين قدرات الرصد والاختبار.
كما أكد ضرورة توفير الدعم للدول ذات القدرات المحدودة وتعزيز الاستجابة المنسقة للأمراض الحيوانية المنشأ ومشكلات البيئة.
وأكد السند على أهمية توفير نهج شامل لمواجهة الأوبئة، بما في ذلك تحسين سلامة الأغذية، ومراقبة أسواق الأغذية التقليدية، وتعزيز الجهود الدولية في هذا المجال.