تصدرت الشهيدة وفاء جرار، البالغة من العمر 50 عامًا، عناوين الصحف في العالم العربي، ومحركات بحث جوجل، خلال الساعات الماضية، عقب إطلاق سراحها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وهي تعاني من جروح بالغة الخطورة جراء انفجار عبوة ناسفة بالآلية العسكرية التي كانت تقلّها بعد اعتقالها، حسب ادعاء الاحتلال، ما أدى إلى بتر ساقَيها وإصابة العمود الفقري، وتدهور حالتها الصحية، ليكون الموت هو النهاية الحتمية لها.
استشهاد وفاء جرار
وأعلن مستشفى ابن سينا التخصصي في مدينة جنين، استشهاد الجريحة وفاء نايف جرار، متأثرة بإصابتها الحرجة خلال اعتقالها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي من منزلها في المدينة قبل نحو شهرين.
وأوضحت عائلة الشهيدة جرار، أنها استشهدت بعد مرور أكثر من شهرين على إصابتها وبتر ساقيها بعد وقت قصير من إقدام جيش الاحتلال على اعتقالها من منزلها في حي المراح بمدينة جنين.
قصة استشهاد وفاء جرار
بدأت القصة باعتقال جرار خلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، وإعلان الاحتلال عن إصابتها لاحقا جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت الآلية العسكرية التي اعتقلت فيها، ونقلت إلى مستشفى “العفولة” داخل الخط الأخضر، بالتزامن مع إصدار جيش الاحتلال أمر اعتقال إداري بحقها لمدة أربعة شهور.
وأسفرت الإصابة التي تعرضت لها جرار ببتر ساقيها من أعلى الركبة، عدا جملة الإصابات في جسدها، والمشكلات الصحية التي نتجت عن ذلك.
وعلقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، على وفاة جرار، من خلال بيان مشترك، أكدت خلاله أن الاحتلال لم يسلم ساقي الشهيدة جرار، من أجل دفنهما حسب الشريعة الإسلامية، رغم أن المحامي تقدم بطلب من أجل استرداد ساقيها المبتورتين، وذلك أنه تلقى ردا شفويا مفاجئا من أحد الأطباء في مستشفى “العفولة” جاء فيه أنه تم التخلص من الأطراف، ليشكل بذلك انتهاكا جديدا يضاف إلى الجريمة المركبة التي نفذها الاحتلال بحق الشهيدة.
بتر ساق وفاء جرار
اعتبرت عائلة الشهيدة وفاء جرار، أن لجوء سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراحها بعد أيام قليلة على اعتقالها من داخل منزلها، كان من أجل التنصل من مسؤوليته عن إصابتها التي أدت إلى بتر ساقَيها وإصابة العمود الفقري.
بعد مرور ساعات على اعتقال جرار، انتشرت أخبار مكثفة على منصات التواصل الاجتماعي، مصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشأن إصابتها جراء تفجير المركبة العسكرية التي احتجزت فيها بعبوة ناسفة محلية الصنع.
زيتونة جرار ابنة الشهيدة وفاء جرار، علقت على هذه الأنباء، قائلة: “بفضل الله، كانت والدتي قوية، ومعنوياتها عالية، وسارت بثقتها المعهودة أمام الجنود، وبعد صعودها في الجيب العسكري، قالت لي: أنا بخير.. لا تقلقوا عليّ”.
دخول وفاء جرار في غيبوبة
على مدار الأيام التي اعتقلت خلالها الشهيدة وفاء، كانت تصل إلى أُسرتها معلومات تفيد بدخولها في غيبوبة بأحد المستشفيات الإسرائيلية، كما تعمّد الكيان الصهيوني، تضليل العائلة من خلال نقل معلومات ناقصة حول وضعها الصحي تارة، وعدم وصول أي معلومة إليها تارة أخرى.
وأصدرت سلطات الاحتلال، رغم إصابتها الحرجة، أمرا عسكريا يفيد بتحويل الجريحة جرار للاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، بالتزامن مع إرسال تقارير طبية إلى عائلتها تفيد بضرورة بتر ساقَيها، والطلب من أولادها التوقيع على قرار البتر.
وبعد ذلك سمح الاحتلال بزيارة المحامي للجريحة جرار، وأطلع أُسرتها على خطورة وضعها الصحي وتعمّد إسرائيل إهمال علاجها، وهذا ما قالته جرار الابنة، حيث أوضحت أنه سمح للمحامي فقط برؤية وجه والدتها دون الدخول إلى الغرفة التي كانت ترقد فيها بالمستشفى الإسرائيلي.
وأفادت بأن الاحتلال أخبر المحامي، بأن والدتها في غيبوبة وأن بتر الساقين سيكون من تحت الركبة، وأنها تعاني من كسر في الأضلاع، ولكن فور وصولها إلى مستشفى ابن سينا في جنين، اكتشفنا أنهم أخفوا عنا حقائق كثيرة حول طبيعة وخطورة إصابتها.
وقررت سلطات الاحتلال، بعد يومين فقط على إجراء عملية البتر، إلغاء قرار الاعتقال الإداري لوالدتها والإفراج عنها وتسليمها للجانب الفلسطيني، وهو ما اعتبرته عائلتها ونادي الأسير تنصلا من قبل الاحتلال من مسؤولية علاجها، بعد أن تبينت إصابتها بكسور في القفص الصدري، إلى جانب كسر في الفقرة الـ 12 من العمود الفقري، وبتر ساقيها من منطقة أعلى الركبة، فضلا عن انسداد في الجهة اليسرى من الرئة بسبب تجمع السوائل فيها، وإصابتها بالتهاب في الدم.