لاقت تصريحات وزير المالية الدكتور أنور المضف بشأن العجوزات المالية وخطط الوزارة الإصلاحية لمواجهتها ردود أفعال متباينة بين الاقتصاديين. أكد الجميع على ضرورة إطلاق الإصلاحات المالية، دعم القطاع الخاص، وتنويع مصادر الدخل.
أوضح نائب رئيس الجمعية الاقتصادية، محمد الجوعان، أن العجوزات لم تكن مفاجئة، بل جاءت نتيجة الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد. وقال الجوعان: “عدم تنويع مصادر الدخل في الفترة الماضية أدى إلى زيادة العجوزات، وأصبحنا تحت رحمة الأسواق العالمية وسعر برميل النفط، ما يتطلب خططاً واضحة لمواجهة هذا التحدي.”
وأضاف أن الحكومات السابقة لم تضع هذه الأمور في أولوياتها باستثناء حكومة الشيخ صباح الخالد أثناء جائحة كورونا، حيث سعت لطرح رؤى وآليات للتنفيذ. وأكد الجوعان على أهمية إيقاف الهدر وترشيد الإنفاق كخطوات أولى في الإصلاح المالي، مشيراً إلى بنود الميزانية التي تثير الشبهات وتتطلب معالجة، مثل بند النياشين والأدرع الذي يبلغ 27 مليون دينار، ومصاريف خاصة وعامة وأعمال أخرى بقيمة 639 مليون دينار.
بدوره، أكد الدكتور براك الغربللي، عضو هيئة التدريس بقسم الإدارة العامة بجامعة الكويت، أن العجز المستمر يشكل خطورة على المالية العامة. وأشار إلى أن العجوزات المتراكمة استنفدت غالبية سيولة الاحتياطي العام، وأدت إلى وقف الاستقطاع السنوي لصندوق الأجيال القادمة، محذراً من اللجوء للسحب من هذا الصندوق قبل تنفيذ حزمة إصلاحات مالية متكاملة.
وأضاف الغربللي أن هناك حاجة ملحة لتنفيذ إصلاحات تقلص المصروفات الزائدة، تقلل الاعتماد على النفط، وتبحث عن سبل لتنويع مصادر الدخل وتعظيم الإيرادات غير النفطية. وأعرب عن أمله في رؤية إصلاحات حقيقية تؤثر إيجابياً على الاقتصاد الوطني وبيئة الأعمال المحلية في الفترة المقبلة.