تصدرت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية، ذات الأصول المصرية، عناوين الصحف العالمية والعربية، ومحركات البحث خلال الساعات الأخيرة، خاصة بعد حالة الجدل الكبيرة التي تسببت بها على مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة اتصالها بالشرطة لتفريق المحتجين المؤيدين لفلسطين، مما أدى إلى توقيف أكثر من 100 طالب.
ويستعرض الكويت 24 في التقرير التالي، أبرز المعلومات عن نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية، بعد حالة الجدل التي حدثت بسببها خلال الساعات الأخيرة.
من هي رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية؟
رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية، نعمت شفيق ولدت في الإسكندرية، مصر في عام 1962، حيث التحقت بـالمدرسة الأمريكية بالإسكندرية المعروفة باسم ««شدس»، وكانت التجربة الأكثر راحة بالنسبة لها، تركت عائلتها مصر في السيتينات، وعاشت في الولايات المتحدة عندما كانت طفله، لتعود بعد ذلك إلى مصر حيث تخرجت من المدرسة الثانوية، وبعد سنة في الجامعة الأميركية في القاهرة، ذهبت إلى جامعة ماساتشوستس – أمهرست حيث أكملت شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة.
وبعد عامين من العمل على قضايا التنمية في مصر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مكتب القاهرة، أكملت درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد تليها DPhil في الاقتصاد من كلية سانت أنتوني، جامعة أكسفورد.
انضمت نعمت شفيق إلى البنك الدولي بعد أكسفورد وشغلت العديد من المناصب، وانتقلت إلى القيام بعمل الاقتصاد الكلي في أوروبا الشرقية خلال الفترة الانتقالية والشرق الأوسط.
وأصبحت شفيق أصغر نائب الرئيس من أي وقت مضى في البنك الدولي في سن 36، كما أنها تزعمت تنشيط عمل البنك على القطاع الخاص والبنية التحتية، وعملت أيضا على فريق الإدارة العليا لمؤسسة التمويل الدولية.
وتولت منصبها في رئاسة الجامعة منذ يوليو العام الماضي، وهو ما جاء عقب تاريخ حافل بالترقيات المهنية، بدأتها منذ تخرجها من جامعة ماساتشوستس أمهيرست بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة.
استجواب رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية
ولم تحتاج رئيسة جامعة كولومبيا بنيويوك، جلسة استجوابها في مجلس النواب الأمريكي، سوى لكلمات”إذا باركتم إسرائيل سيبارككم الله” لتتبرأ من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها الجامعة للتنديد بتجاوزات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، قبل أن تصعد موقفها بالإبلاغ عن المتظاهرين وتحريض الشرطة لاعتقالهم.
وندد الكثير من الطلاب داخل جامعة كولومبيا، خلال الفترة القليلة الماضية، بتجاوزات الجيش الإسرائيلي، والضغط على الجامعة لسحب استثماراتها المالية من الشركات والمؤسسات الداعمة لإسرائيل.
تصريحات رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية
وأثارت تصريحات رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية، أمام مجلس النواب الأمريكي، وإجراءاتها ضد المتظاهرين التي اتخذتها لتبعد عن نفسها وعن إدارتها شبهة “معاداة السامية”، ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي نحوها، وصلت إلى حد مطالبتها بالاستقالة.
وبناء على ذلك قام مجلس النواب الأمريكي، باستدعاء شفيق، ولدى مثولها أمام المجلس الأربعاء الماضي، تم استجوابها حيث استخدم العضو الجمهوري ريك ألين، بعض أسانيد التوراة، قائلا “إن الله قد أخذ على النبي إبراهيم عهدا بأنه سيباركه إذا بارك إسرائيل وإذا لعنها فإن لعنته ستحل عليه”.
وتساءل ألين في حديثه لشفيق “هل تريدين أن يلعن الله جامعة كولومبيا؟” في إشارة للمظاهرات المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وعلقت نعمت شفيق، قائلة: “بالطبع، لا ترغب في أن تحل اللعنة على جامعة كولومبيا”، وهكذا استمرت ردود نعمت شفيق طوال الجلسة التي استمرت قرابة 4 ساعات، أكدت فيها أنها تعمل بكل جد لمواجهة التجاوزات داخل الجامعة.
وجاءت ردورد شفيق أمام المجلس على عكس ما فعله رؤساء جامعات آخرين في جلسات سابقة، حيث لم تذكر أي شيء عن حرية التعبير عن الرأي أو سلمية التظاهرات والاحتجاجات، بل أكدت منذ اللحظة الأولى التي وقفت فيها للحديث أنها ملتزمة “بشكل شخصي” بالتصدي بكامل طاقتها لكافة أشكال “معاداة السامية”.
استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية للشرطة
وأفادت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية، بأنها “سمعت هتافات ضد اليهود ومعاداة السامية خلال الاحتجاجات التي ملأت الحرم الجامعي، الأمر الذي دفعها إلى طلب شرطة نيويورك من أجل القبض على الطلاب، الذين عرقلوا سير الحياة العادية، إلى جانب إقالة عدد من المسؤولين في الجامعة الذين أيدوا موقف الطلاب المتظاهرين ودافعوا عنهم.
وجاء اتصال شفيق بالشرطة على عكس التوقعات، حيث زاد من حدة الانتقادات الموجهة لها، والتي وصلت إلى مطالبتها بالاستقالة إلى جانب انتشار الاحتجاجات، في جامعات أخرى مطالبين بالإفراج عن أكثر من 100 طالب اعتقلتهم شرطة الولاية بطلب من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية.
واشتدت حدة الاعتقالات بعد مثول نعمت شفيق أمام مجلس النواب، حيث كان عدد الموقوفين قليلا في البداية، إلى أنه أخذ في التزايد بعد الاستدعاء، ليزيد عن الـ100 بينهم ابنة عضو الكونغرس الأمريكي إلهان عمر ذات الـ21 عاما والتي تم إيقافها عن الدراسة في الجامعة.