أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير نجيب البدر، أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، مشدداً على ضرورة تكثيف الحوار السياسي والأمني لمجابهة التحديات المتصاعدة على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماع كبار مسؤولي وزارات خارجية دول مجلس التعاون مع دول آسيا الوسطى، والذي عُقد في مدينة طشقند بجمهورية أوزبكستان، حيث أشار البدر إلى عمق العلاقات التاريخية المتنامية التي تربط الجانبين، والقائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.
وأوضح البدر أن الاجتماع يأتي ضمن التحضيرات الجارية لعقد قمة القادة والزعماء بين الجانبين المقررة في مدينة سمرقند في 5 مايو المقبل، إلى جانب التحضير للاجتماع الوزاري الثالث للحوار الاستراتيجي، والذي ستستضيفه دولة الكويت في 16 أبريل الجاري، في خطوة تعكس التزام الطرفين بتطوير أطر التعاون الإقليمي وتعزيز التنسيق في القضايا المشتركة.
وأشار إلى تطلع دول الخليج وآسيا الوسطى لتوسيع مجالات التعاون لتشمل مجالات الاقتصاد، والاستثمار، وأمن الطاقة، والغذاء والمياه، والتنمية المستدامة، إلى جانب التبادل الثقافي والعلمي، مؤكداً أن هذه الإمكانات تؤهل الطرفين لبناء نموذج شراكة متكامل يسهم في تحقيق طموحات شعوبهم.
وفي سياق حديثه، دعا البدر إلى ضرورة الإسراع في إبرام مذكرة تفاهم بين الجانبين، بما يساهم في إرساء إطار مؤسسي للتعاون المستدام، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما رحّب باسم دول مجلس التعاون بإعلان “خُجند” الذي تم توقيعه مؤخراً بين أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، لتحديد نقاط التقاء الحدود الثلاثية وتعزيز سبل الصداقة، مشيداً بهذه الخطوة كأنموذج لحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية.
وعلى الصعيد الدولي، أعرب البدر عن بالغ قلق دول الخليج من تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والعمل على وقف الاعتداءات وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وفي ختام تصريحه، أكد السفير البدر أن العلاقات الخليجية مع دول آسيا الوسطى تمر بمرحلة مهمة من التقارب والتطور، داعياً إلى البناء على هذا الزخم الإيجابي، واستثمار الإمكانيات المتاحة لتطوير شراكة استراتيجية فاعلة تُسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة الأوسع.