سجلت الأسواق الأميركية ارتفاعاً حاداً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعليق مؤقت لبعض الرسوم الجمركية المتبادلة، ما أشعل موجة صعود قوية في الأسواق التي كانت تعاني تحت ضغط التوترات التجارية.
قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 7%، مسجلاً أكبر مكاسب يومية له منذ خمس سنوات، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بـ 2331 نقطة أو ما يعادل 6.1%، وهي أكبر قفزة له منذ عام 2020. كما سجل مؤشر ناسداك المركب صعوداً بنسبة 8.8%.
في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، أعلن ترامب عن السماح بتعليق مؤقت لمدة 90 يوماً للرسوم الجمركية، مع تخفيض كبير بنسبة 10% على الرسوم المتبادلة خلال هذه الفترة. وأشار إلى أنه قد يتم رفع الرسوم على الصين مرة أخرى إلى 125% بعد انتهاء فترة التعليق.
من جانبه، أكد وزير الخزانة سكوت بيسينت أن جميع الدول، باستثناء الصين، ستعاد إليها الرسوم إلى معدل الأساس البالغ 10% خلال فترة التفاوض، بينما لن يشمل التعليق الرسوم القطاعية.
وساهمت أسهم الشركات الكبرى التي تأثرت بتوترات الحرب التجارية مثل “أبل” و”نفيديا” و”وولمارت” في دفع السوق إلى هذا الارتفاع، حيث سجلت هذه الشركات قفزات كبيرة في أسعار أسهمها.
ورغم التفاؤل المؤقت الذي أحدثه هذا الإعلان، حذر كبير المحللين في CFRA Research، سام ستوفال، من أن الأسواق قد تحتاج إلى مزيد من الوقت للانتعاش الكامل، وأن القاع قد لم يُبلغ بعد.
في وقت لاحق، دخلت الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب على الواردات الأميركية حيز التنفيذ، مستهدفةً بشكل خاص الصين، التي ردت على هذه الإجراءات بزيادة رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية إلى أكثر من 80%.
من جانب آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية بقيمة 21 مليار يورو، على أن تدخل حيز التنفيذ في 15 أبريل، في وقت يستمر فيه النزاع التجاري بين أكبر اقتصادات العالم.
هذا التصعيد التجاري يواصل تأجيج التوترات، حيث ترفض الصين التراجع عن فرض الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية، معتبرةً أن الأمر يتعلق بالأمن القومي.