يعتبر الزواج في الإسلام من الروابط المقدسة التي تهدف إلى تحقيق السكينة والرحمة بين الزوجين، وقد وضعت الشريعة الإسلامية ضوابط لتنظيم العلاقة الزوجية بما يضمن الراحة الجسدية والنفسية للزوجين.
ومن بين السلوكيات الغير صحية التي قد تحدث في بعض الأحيان بين الزوجين هو ما يُسمى بـ “الفهر بين الزوجين”، وهو نوع من الجماع ينطوي على إيذاء نفسي وجسدي للمرأة.
من خلال هذا التقرير، سوف نتناول بالتفصيل معنى الفهر بين الزوجين، وأسبابه، وحكمه الشرعي، وأثره النفسي على المرأة، مع توضيح رأي الإسلام في هذا النوع من الممارسات.
ما هو الفهر بين الزوجين؟
تعريف الفهر بين الزوجين
- الفهر بين الزوجين هو نوع من أنواع الجماع الذي يتعمد فيه الزوج عدم إتمام العلاقة الزوجية مع زوجته، بحيث ينسحب منها قبل الإنزال.
- قد يُمارس هذا السلوك بطريقة تؤذي الزوجة نفسيًا وجسديًا، مما يؤثر على حالتها العاطفية وعلاقتها بزوجها.
- يتسبب الفهر في الشعور بالإحباط، القلق، وعدم الرضا عن العلاقة الزوجية.
خلفية تاريخية للفهر
كانت بعض المجتمعات القديمة تمارس هذا النوع من العلاقة، سواء بقصد أو دون قصد، ومع مرور الزمن، بدأت الأديان والمعتقدات الإنسانية في محاربة هذه السلوكيات الضارة بالعلاقات الزوجية.
حكم جماع الفهر
الحكم الشرعي للفهر بين الزوجين
يعتبر الفهر بين الزوجين من الممارسات الغير مقبولة شرعًا، وذلك لما يترتب عليه من أضرار نفسية وجسدية على المرأة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (النساء: 19) أي أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون قائمة على المعروف والمعاملة الحسنة.
والإسلام حثَّ على احترام مشاعر الزوجة أثناء العلاقة الزوجية وعدم إيذائها بأي شكل، كما حث النبي محمد ﷺ على الطيب والرفق في معاملة الزوجة، وأوصى بحسن العشرة.
الفهر بين الزوجين في الفقه الإسلامي
- الفقهاء أجمعوا على أن ممارسة الجماع بطريقة تؤذي الزوجة محرم.
- لا يجوز للزوج أن يُمارس أي سلوك يؤدي إلى الضرر الجسدي أو النفسي لزوجته.
- الفهر قد يكون أحد أشكال العنف الزوجي، والإسلام يرفض أي شكل من أشكال الإساءة.
التأثير النفسي والجسدي للفهر بين الزوجين
الأضرار النفسية
- الإحباط العاطفي: عدم إتمام العلاقة الزوجية بشكل صحيح قد يسبب الإحباط والاكتئاب.
- الشعور بعدم الأمان: الزوجة قد تشعر بعدم الاستقرار في علاقتها بزوجها.
- فقدان الثقة: هذا السلوك قد يؤدي إلى تقليل الثقة بين الزوجين وزيادة التوتر.
الأضرار الجسدية
- الآلام الجسدية: عدم إكمال العلاقة قد يؤدي إلى اضطرابات جسدية لدى المرأة.
- التأثير على الصحة الجنسية: قد يؤدي الفهر إلى اضطرابات جنسية تؤثر على صحة الزوجين.
- القلق والتوتر: مما قد يسبب مشاكل في الجهاز العصبي بسبب عدم اكتمال الإشباع الجسدي والعاطفي.
كيف يمكن تجنب الفهر بين الزوجين؟
1. الحوار الصريح
- يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين الزوجين حول احتياجاتهما ورغباتهما.
- يمكن التحدث عن المخاوف والتوقعات بكل وضوح دون إحراج.
2. الفهم العاطفي
- على الزوجين فهم مشاعر بعضهما البعض ومحاولة تحقيق التوازن في العلاقة الزوجية.
- تعزيز المودة والرحمة في الحياة الزوجية لتجنب أي مشاكل قد تؤدي إلى الفهر.
3. اللجوء إلى استشارة مختص
- في بعض الحالات، قد يكون من المفيد اللجوء إلى مختص نفسي أو مستشار أسري.
- يمكن للعلاج النفسي والأسري أن يساعد في فهم أسباب الفهر والعمل على حلها.
4. اتباع تعاليم الإسلام في العلاقة الزوجية
- من المهم أن يلتزم الزوجان بحدود العلاقة الشرعية وفق ما أباحه الإسلام.
- الابتعاد عن أي سلوكيات قد تؤذي أحد الطرفين.
الفهر بين الزوجين يؤذي الزوجة
الفهر بين الزوجين من السلوكيات التي قد تؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية للزوجة، وهو أمر مخالف لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى المعاشرة بالمعروف.
لحماية الحياة الزوجية من هذه المشاكل، يجب أن يكون هناك تواصل صريح، احترام متبادل، والتزام بالتعاليم الإسلامية. كما أن اللجوء إلى الاستشارات الزوجية يمكن أن يساعد في حل المشاكل العاطفية بين الزوجين.
الزواج شراكة بين طرفين، لذا يجب أن تكون العلاقة قائمة على الود والرحمة والاحترام لضمان حياة زوجية سعيدة ومستقرة.