منذ سقوط نظام الأسد، ظهرت العديد من القصص المأساوية التي تكشف عن معاناة السوريين الذين اختفوا قسريًا أو تعرضوا للتعذيب والاعتقال في سجونه، واحدة من أكثر هذه القصص تأثيرًا هي قصة عبد اللطيف الزعيم، الذي عاد مؤخرًا إلى مدينته حماة بعد غياب دام خمسين عامًا. هذه القصة سلطت الضوء على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه، لتعيد الزعيم إلى أحضان عائلته بعد سنوات من الفقدان.
من هو عبد اللطيف الزعيم
عبد اللطيف الزعيم هو معارض سوري لنظام حافظ الأسد، وقد غادر سوريا عام 1975 بسبب الملاحقات الأمنية التي تعرض لها. الزعيم، الذي كان في مقتبل العمر حينها، تمكن من الفرار من حماة التي كانت تشهد آنذاك عمليات قمع مروعة من قبل النظام، خاصة بعد مجزرة حماة الشهيرة. بينما كان الزعيم يهرب إلى خارج البلاد، فقد شقيقه حياته في السجون السورية بسبب مواقفه المعارضة.
عودة عبد اللطيف الزعيم
بعد نحو 50 عامًا من الاختفاء القسري، ظهر عبد اللطيف الزعيم في فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. في الفيديو، يظهر الزعيم وهو يعود إلى مدينته حماة عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، قادمًا من تركيا. وقد استقبلته عائلته، وخاصة والدته التي بلغت من العمر أكثر من 100 عام، بالزغاريد والدموع، مما أثار مشاعر مؤيدي الثورة السورية والناشطين على الإنترنت.
وقد أُدرج الفيديو على أنه “مؤثر” و”يؤكد الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد”، حيث يعكس الألم الذي عانى منه السوريون جراء سياسة القمع والاختفاء القسري التي اتبعها النظام بحق معارضيه. وقام ناشرو الفيديو بتوثيق لحظة اللقاء بين عبد اللطيف الزعيم ووالدته بعد أن لم يلتقيا منذ أكثر من خمسة عقود.
وتعتبر عودة عبد اللطيف الزعيم من أبرز القصص الإنسانية بعد سقوط نظام الأسد، إذ تعكس معاناة آلاف السوريين الذين اضطروا للعيش بعيدًا عن وطنهم خوفًا من الاعتقال والتعذيب. ومع أن العديد من هؤلاء المعارضين لم ينجوا من أيدي النظام، فإن الزعيم كان من المحظوظين الذين استطاعوا العودة بعد أن سقطت سلطات الأسد. تعكس القصة أيضًا الأمل والتحدي في مواجهة القمع، وتسلط الضوء على الأسر التي طالما انتظرت عودة أبنائها الذين فُقدوا قسرًا.