كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الجمعة أن عام 2024 أصبح العام “الأكثر دموية على الإطلاق” بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ووفقًا لبيانات الأمن الخاصة بالعاملين في المجال الإنساني، سجل هذا العام مقتل أكثر من 320 عامل إغاثة، مما يعكس تصاعدًا غير مسبوق في المخاطر التي يواجهها العاملون في هذا القطاع الحيوي.
أرقام صادمة: قتلى الإغاثة في غزة وأماكن أخرى
صرح توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، في بيان صحفي أن غالبية العاملين الإنسانيين الذين قتلوا كانوا من موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأشار البيان إلى أن عام 2023 كان بالفعل عامًا قاتمًا، حيث قتل خلاله 280 عامل إغاثة في 33 دولة، مما يجعله ثاني أكثر الأعوام دموية.
وتابع أن معظم الضحايا كانوا من الموظفين المحليين العاملين مع منظمات غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
مناطق صراع أخرى تشهد عنفًا متزايدًا
لم تقتصر التهديدات على غزة، بل امتدت إلى دول أخرى مثل:
- أفغانستان
- الكونغو الديمقراطية
- جنوب السودان
- السودان
- أوكرانيا
- اليمن
شهدت هذه المناطق مستويات مرتفعة من العنف، شملت الاختطاف، الاعتقالات التعسفية، والإصابات الجسدية، مما يزيد من تحديات العمل الإنساني فيها.
ارتفاع مقلق في عدد الضحايا المدنيين
إلى جانب العاملين في المجال الإنساني، سجل العام الماضي 33 ألف حالة وفاة بين المدنيين، وهو رقم يمثل زيادة بنسبة 72% مقارنة بعام 2022، مما يبرز الأثر المدمر للصراعات المسلحة على المجتمعات المدنية.
استجابة المنظمات الإنسانية رغم المخاطر
رغم هذه التحديات، استمرت المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات الحيوية. وبحسب التقرير، تمت مساعدة أكثر من 144 مليون شخص محتاج في العام الماضي، بينما استفاد أكثر من 116 مليون شخص من المساعدات الإنسانية خلال هذا العام حتى شهر نوفمبر.
قرار أممي لتعزيز حماية العاملين في الإغاثة
في مواجهة هذه التحديات، تبنى مجلس الأمن الدولي في مايو الماضي القرار (2730)، الذي كلف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتقديم توصيات لتعزيز حماية العاملين في المجال الإنساني، وتحسين المساءلة، ومنع تكرار الحوادث المميتة. ومن المقرر أن يناقش المجلس هذه التوصيات في اجتماعه المقبل يوم 26 نوفمبر الحالي.
دعوة لتحرك دولي عاجل
تؤكد الأرقام الصادمة والمخاطر المتزايدة على الحاجة إلى تحرك دولي عاجل لضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، الذين يلعبون دورًا حيويًا في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم للأكثر احتياجًا في مناطق النزاع.