كشف مدير الشبكة الكويتية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية، الدكتور عبدالله العنزي، عن توجه خليجي لإطلاق منصة موحدة لرصد الزلازل والهزات الأرضية في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لمراقبة النشاط الزلزالي في المنطقة بشكل مشترك، وتوفير قراءات موحدة بشأن قوة الزلازل. تأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز التنسيق الإقليمي والدولي لمواجهة مخاطر الزلازل.
وقال الدكتور العنزي في تصريح خاص لصحيفة “الراي” إن المنصة الموحدة ستساهم في دعم متخذي القرار في الدول الخليجية حال حدوث زلزال أو هزة أرضية، مشيرًا إلى أنه في حالة وقوع أي حدث زلزالي في أحد دول الخليج أو في الدول المجاورة، ستوفر المنصة المعلومات والقراءات الدقيقة والمواحدة لجميع الأطراف المعنية. وأضاف أن الكويت شهدت في 2022 اختلافًا في قراءات قوة الزلزال الذي وقع، حيث سجلت الشبكة الوطنية لرصد الزلازل قوة 5 درجات على مقياس ريختر.
وأوضح العنزي أن العمل جارٍ على ربط الشبكات الزلزالية الخليجية عبر المنصة الموحدة، مشيرًا إلى أن الكويت ستستضيف المؤتمر الخليجي الثاني عشر للزلازل، والذي سينطلق يوم الإثنين ويستمر حتى الأربعاء.
يهدف المؤتمر إلى التنسيق بين دول الخليج بشأن رصد الزلازل والتخفيف من آثارها، كما يتناول إعداد خطط الطوارئ المشتركة، وتحديد المواصفات الأمثل للمباني لمقاومة الزلازل.
وأشار إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة 45 مشاركًا من مختلف الدول الخليجية، حيث سيعرضون 45 ورقة عمل تتعلق بمخاطر الزلازل وشبكات الرصد، إلى جانب ورش عمل حول الاستعدادات للطوارئ في حال حدوث الزلزال. من المتوقع أن يشارك في الورش عدة جهات حكومية كالإدارة العامة للدفاع المدني، والإدارة العامة للإطفاء، وشركة نفط الكويت، وغيرها من الجهات المعنية.
وأكد العنزي أن دول الخليج تعمل على اتخاذ إجراءات موحدة لمواجهة الزلازل قبل وقوعها وبعدها، بما يشمل تجهيز البنى التحتية للمباني والأبراج في المنطقة وفق مواصفات موحدة تتماشى مع المعايير العالمية لمقاومة الزلازل. أشار إلى أنه من الضروري أن تتخذ دول الخليج استعدادات شاملة لمواجهة آثار الزلازل، بما في ذلك تطوير خطط الطوارئ الفعالة التي تشمل جميع الجهات ذات الصلة.
وتطرق العنزي إلى أن الزلازل والهزات الارتدادية التي تؤثر على منطقة وسط الجزيرة العربية تتراوح قوتها عادة بين المتوسطة والمنخفضة، حيث يتأثر الجزء الجنوبي الغربي من المنطقة بشكل أقل.
وأشار إلى أن الزلزال الذي وقع في جبال زاغروس الإيرانية عام 2017 بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر، والذي كان على بعد 600 كيلومتر من الكويت، لم يؤثر بشكل كبير على الدولة.
ختامًا، يعد إنشاء المنصة الموحدة لرصد الزلازل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي الخليجي في مواجهة المخاطر الطبيعية، حيث يسعى المشاركون في المؤتمر الخليجي للزلازل إلى وضع حلول عملية وموحدة تضمن سلامة المواطنين والمقيمين في دول المنطقة في حال حدوث أي زلزال مستقبلي.