وافقت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) على تسويق علاج طال انتظاره لمرض الزهايمر، والذي يهدف إلى الحد من التدهور المعرفي لدى المرضى في المراحل المبكرة من المرض. جاء هذا القرار بعد أن كانت الوكالة قد رفضت العلاج في يوليو الماضي بسبب المخاوف من الآثار الجانبية المحتملة.
العلاج الذي يحمل اسم “ليكيمبي” (Leqembi)، وهو عقار يحتوي على مادة “ليكانيماب” (Lecanemab)، أصبح الآن موصى به من قبل الهيئة الأوروبية للمرضى الذين لم يصلوا بعد إلى مرحلة متقدمة من مرض ألزهايمر. وأوضحت الوكالة أن العلاج يُستعمل تحديداً لعلاج الضعف الإدراكي الخفيف أو الخرف الخفيف الناجم عن مرض الزهايمر لدى مجموعة محددة من المرضى.
ووفقاً للبيان الصادر عن وكالة الأدوية الأوروبية، تم منح العلاج الضوء الأخضر بعد مراجعة دقيقة من لجنة المنتجات الطبية للاستخدام البشري، حيث تم التأكيد على أن “الفوائد تفوق المخاطر لدى عدد محدود من المرضى”. وأشار البيان إلى أن الفئات المستفيدة من العلاج هي تلك التي لا تحمل نسخة مزدوجة من جين “ApoE4” الذي يُعد من العوامل الوراثية المسببة لزيادة خطر الإصابة بالمرض.
وكانت وكالة الأدوية الأوروبية قد رفضت في وقت سابق تسويق العلاج بسبب القلق من تأثيراته الجانبية، بما في ذلك خطر النزيف الدماغي. ومع ذلك، تقر الوكالة الآن بأن المرضى الذين لا يحملون نسختين من جين “ApoE4” أقل عرضة لهذا الخطر، ما يجعل العلاج أكثر أماناً لهم.
ويعد مرض ألزهايمر أحد أكثر الأمراض العصبية المدمرة في العالم، إذ يعاني منه عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم. ورغم العقود الطويلة من البحث العلمي، لا يزال السبب الدقيق وراء المرض غير معروف. ومع ذلك، فإن اللويحات الأميلويد في الدماغ، والتي تتجمع حول الخلايا العصبية وتدمرها، تُعد من أبرز المؤشرات على تطور المرض، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والصعوبة في أداء الأنشطة اليومية في المراحل المتقدمة.
هذا العلاج الجديد يضيف بارقة أمل جديدة في علاج مرض الزهايمر، الذي ظل تحدياً كبيراً للطب الحديث على مدار سنوات طويلة.