أعرب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، اليوم الخميس، عن قلقه العميق بشأن الأوضاع الحالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مشيرًا إلى العواقب الكارثية التي قد تنجم عن انهيار الوكالة في المنطقة.
جاء هذا التصريح في سياق رده على المخاوف التي عبر عنها المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، والذي حذر من تداعيات كبيرة على الوضع الإنساني الفلسطيني في حال توقف دعم الأونروا.
بوريل: انهيار الأونروا قد يؤدي إلى انتهاك القانون الدولي
في تدوينة نشرها عبر منصة “إكس”، شدد بوريل على أن منع الدعم الحيوي عن وكالة الأونروا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرًا من أن ذلك سيشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
وأشار إلى أن التشريعات الأخيرة التي أقرّتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي تهدد قدرة الوكالة على الوصول إلى ملايين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية والمأوى.
وأكد بوريل أن “حماية أونروا هي واجب جماعي”، داعيًا إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي للحفاظ على هذه المؤسسة الإنسانية الهامة التي تمثل شريان حياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
لازاريني: تفكيك الأونروا سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية
من جهته، حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، في وقت سابق من اليوم، خلال جلسة لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن تفكيك الوكالة الأممية.
وقال لازاريني إن الأونروا تمثل حجر الزاوية للعديد من العمليات الإنسانية في غزة والضفة الغربية، حيث يعتمد أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية على الوكالة للحصول على الرعاية الصحية الأولية، في حين تعتبر البنية الأساسية للأونروا أساسية لتلبية احتياجات السكان في غزة.
الأونروا ودورها الحيوي في المنطقة
تعد وكالة الأونروا أحد أبرز مؤسسات الأمم المتحدة التي تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين منذ عام 1949. ومن خلال برامجها المتنوعة، توفر الأونروا خدمات التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في منطقة الشرق الأوسط، في دول مثل الأردن ولبنان وسوريا بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويواجه اللاجئون الفلسطينيون تحديات كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تشهدها المنطقة، ما يجعل دعم الأونروا أمرًا حيويًا للحفاظ على استقرارهم وأمنهم.
قلق دولي متزايد بشأن التحديات التي تواجه وكالة الأونروا
إن تصريحات جوزيب بوريل وفيليب لازاريني تكشف عن قلق دولي متزايد بشأن التحديات التي تواجه وكالة الأونروا في الوقت الراهن. من خلال دعوتهما إلى ضرورة دعم الوكالة والحفاظ على وجودها في المنطقة، يظهر المجتمع الدولي اهتمامًا جادًا بمنع حدوث انهيار شامل للمنظومة الإنسانية التي يعتمد عليها الفلسطينيون. ولذا، فإن استمرار الدعم الدولي لأونروا يعد أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الاستجابة الإنسانية الفعالة في المنطقة.