تحيي تونس اليوم، الذكرى الـ 60 لعيد الجلاء، وجلاء آخر جندي من الإستعمار الفرنسي عن الأراضي التونسية من ولاية بنزرت في 15 أكتوبر 1963.
ويعتبر تاريخ 15 أكتوبر، من المواعيد الوطنية الكبرى التي خطى خلالها الجيش التونسي والحرس الوطني وعموم المناضلين والمقاومين، وكامل الشعب التونسي، بأحرف من ذهب وبدمائهم أقوى القصص النضالية والملاحم الكبرى ومضرب الأمثال في الإستبسال والصمود والوطنية.
كان المستعمر الفرنسي، بترسانته العسكرية المتطورة وأسلحته المدمرة، فى معركة الجلاء، يعتقد جازما أنه منتصر وباق في بنزرت، قبل أن يخيب مسعاه بفضل صمود ورباطة جاش وعزيمة التونسيين ونضالهم الذي لم يتوقف عند إعتراف المستعمر الفرنسي بإستقلال تونس في الـ20 من شهر مارس 1956، ويتكبد هزيمة نكراء، ويغادر الأدميرال الفرنسي فيفاي ميناد المدينة، وتسترجع تونس سيادتها الكاملة على أرضيها، ويتحقق استقلالها النهائي بعد فترة استعمارية امتدت من سنة 1881 الى سنة 1963.
وككل سنة تولي ولاية بنزرت من سلط جهوية ومحلية ونسيج رسمي ومنظماتي ومجتمعي عموما “ذكرى الجلاء” ما يجب من اهتمام واستعداد، ايمانا من الجميع بانها مناسبة وذكرى وطنية عزيزة على الجميع للوقوف، عند تضحيات شعب بكامله والترحم على الشهداء البررة وتكريم كل من صنعوا تلك الملحمة الوطنية من اجل مناعة وحرية التراب التونسي.