رغم تراجع التفاؤل الذي أعقب المفاوضات الأسبوع الماضي حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تتواصل المساعي الدولية لإيجاد “هدنة” في قطاع غزة، حيث يتعرض الشمال لعملية عسكرية مكثفة منذ نحو شهر. وتظهر العراقيل عند كل تقدم، خاصةً مع الشروط التي يعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الحين والآخر.
وفي هذا السياق، أكد الديوان الأميري القطري أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استعرض في اتصال هاتفي مع كير ستارمر، رئيس وزراء المملكة المتحدة، عددًا من التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، والسبل الدبلوماسية الممكنة لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، إلى جانب العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين.
من جهة أخرى، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي أن واشنطن قد تُعلق مساعداتها العسكرية لإسرائيل إذا فشلت في تنفيذ مطالبها بحلول نهاية الشهر، والتي تتعلق بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى شمال القطاع. وأكد المسؤول أن الوضع الإنساني في غزة لم يعد قابلاً للدفاع عنه.
على الصعيد الميداني، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أكثر من عام إلى 43,204 شهداء و101,641 مصابًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وأفادت الوكالة الفلسطينية (وفا) بأن الاحتلال ارتكب ست مجازر خلال 24 ساعة، حيث وصلت 47 جثة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بالإضافة إلى عشرات الإصابات غالبيتها من النساء والأطفال.
كما ذكرت قناة الجزيرة أن 10 فلسطينيين لقوا حتفهم جراء قصف مدفعي استهدف بوابة مدرسة تؤوي نازحين شمالي مخيم النصيرات. بينما تعرضت منطقة المواصي في غرب مدينة رفح لقصف إسرائيلي عنيف أسفر عن العديد من الضحايا.
في المقابل، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن شهر أكتوبر كان “الأكثر دموية” منذ 7 أكتوبر 2023، حيث قُتل 88 إسرائيليًا، منهم 64 جندياً و23 مدنياً، نتيجة التصعيد المستمر على مختلف الجبهات. وقد أُعلن عن مقتل نقيب في الجيش الإسرائيلي متأثرًا بجروحه التي أصيب بها في جنوب القطاع خلال سبتمبر الماضي.