في إطار التزامها العميق بالبيئة والتنمية المستدامة، تستمر دولة الكويت في تعزيز مبادراتها الرامية إلى تحقيق التوازن بين النمو العمراني وحماية البيئة. ومنذ العام 1933، حيث تم الإعلان عن ميثاق أثينا الذي دعا إلى التوفيق بين المدينة والطبيعة، فإن الكويت قد عكست هذه المبادئ في استراتيجياتها التنموية.
استمراراً لهذه الجهود، تواصل الكويت تنفيذ مشاريع بيئية كبيرة تركز على زيادة المساحات الخضراء وتعزيز الاستدامة البيئية. فقد شملت استراتيجياتها بناء مصدات طبيعية لمقاومة التصحر والتغيرات المناخية والتخفيف من حدة الاحتباس الحراري.
في هذا السياق، أكدت الكويت التزامها الثابت بمبادراتها البيئية من خلال خطة التنمية السنوية 2024/2025، والتي تهدف إلى ترشيد استخدام الموارد الطبيعية وتخفيف التلوث. كما أطلق برنامج “بيئة معيشية مستدامة” الذي يعتبر جزءاً من رؤية “كويت جديدة 2035″، لتعزيز استدامة البيئة وتلبية التعهدات البيئية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويعزز المخطط الهيكلي الرابع لدولة الكويت 2040 هذا التوجه من خلال تبني مبادئ المباني الخضراء وتحسين جودة الحياة للسكان. كما يساهم مجلس الكويت للمباني الخضراء، الذي انطلق في عام 2009، في نشر ثقافة البناء الأخضر وتعزيز البيئات الحضرية الخضراء.
تدعم الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية الكويتية هذه الجهود عبر حملات تشجير واسعة النطاق. حيث تم زرع أنواع جديدة من النباتات وتطوير الحواجز النباتية لمكافحة التصحر وتحسين نوعية الهواء. كما أطلقت الهيئة مبادرة لاستزراع نبات القرم (المانغروف)، والذي يُعتبر من النباتات الفعالة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
من جانب آخر، تواصل الكويت العمل على تعزيز المساحات الخضراء من خلال إنشاء حدائق عامة جديدة، وتطوير الزراعات التجميلية. فقد أنشأت الهيئة العام الماضي 179 حديقة بمساحات شاسعة، وزرعت أكثر من 149 ألف شجرة، بالإضافة إلى شجيرات وأزهار ونخيل.
تمثل هذه المبادرات جزءاً من التزام الكويت العميق بتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة. ويعكس استمرار الكويت في تنفيذ مشاريعها البيئية وأولوياتها في الحد من التلوث والتصدي لتغير المناخ، عزمها على تحقيق توازن بيئي مستدام وتعزيز جودة حياة المواطنين.
تسعى الكويت، من خلال هذه الخطط والمبادرات، إلى المساهمة الفعالة في الجهود العالمية لمواجهة التحديات البيئية، وضمان استمرارية بيئتها وصون مواردها للأجيال القادمة.