أكد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة، الدكتور المنذر الحساوي، أن وزارة الصحة ملتزمة بتطوير نظام صحي مرن قادر على التكيف والاستجابة لتغيرات المناخ، وذلك من خلال اللجنة الوطنية للتأهب والتصدي لتأثيرات تغير المناخ والكوارث البيئية، والتي تضم عدة جهات في الدولة، كما تعمل الوزارة على رفع مستوى الوعي الصحي المجتمعي بهذه الظاهرة عبر إدارة تعزيز الصحة.
جاء ذلك خلال تصريح الحساوي على هامش تدشين حملة “التغير المناخي..عزز صحتك”، حيث أشار إلى الآثار السلبية العديدة للتغير المناخي على الصحة مثل حروق الشمس، والإجهاد الحراري، والأمراض التنفسية المرتبطة بالغبار. وحذر الحساوي من تفاقم هذه الآثار في العقد المقبل إذا لم تُتخذ إجراءات فعلية لإبطاء عملية التغير المناخي.
وأضاف الحساوي أن الكويت أكدت التزامها باتفاقية التغير المناخي، وأطلقت استراتيجية تخفيض الكربون، وتأمل بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
بدورها، أوضحت مدير إدارة تعزيز الصحة، الدكتورة عبير البحوه، أن الإدارة نظمت الحملة بالتعاون مع العديد من الجهات ذات الصلة بالتغير المناخي، منها وزارة الداخلية ممثلة بشرطة البيئة، والهيئة العامة للبيئة، وإدارة الطوارئ الطبية، وفريق الأيادي الخضراء. وتهدف الحملة إلى التوعية بكيفية التعامل مع الآثار السلبية للارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والتي من المتوقع أن تؤثر سلباً على الأمن الغذائي والزراعة ومنسوب مياه البحر.
وأضافت البحوه أن الحرارة تشكل خطراً بيئياً ومهنياً كبيراً، حيث يعد الإجهاد الحراري السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن سوء أحوال الطقس، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاعتلالات الكامنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والصحة النفسية والربو. كما يمكن أن يزيد من خطر التعرض للحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية.
وأشارت إلى أن ضربة الشمس تعد حالة طبية طارئة تتسبب في ارتفاع معدل الوفيات، مع تزايد عدد المعرضين للحرارة الشديدة بسبب التغير المناخي في جميع أقاليم العالم. ولفتت إلى زيادة عدد الوفيات الناجمة عن الحرارة بين من تزيد أعمارهم عن 65 عاماً بنسبة 85% تقريباً في الفترة بين عامي 2000 إلى 2004 والفترة بين عامي 2017 إلى 2021.
وأضافت البحوه أن الدراسات أظهرت أن الفترة بين عامي 2000 إلى 2019 شهدت 489 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب الحرارة، 45% منهم في آسيا و36% في أوروبا. وأشارت إلى أن خطورة التعرض للحرارة تتشكل بفعل عوامل فسيولوجية مثل العمر والحالة الصحية، وعوامل التعرض مثل المهنة والظروف الاجتماعية والاقتصادية. واختتمت بأن الآثار السلبية للحرارة على الصحة يمكن التنبؤ بها والوقاية منها بشكل كبير بفضل اتباع سياسات وتنفيذ تدخلات محددة ومتعددة القطاعات في مجال الصحة العامة