أظهرت إحصائية حديثة أصدرتها الإدارة المركزية للإحصاء تراجعاً كبيراً في واردات الكويت عبر السفن والبواخر، حيث انخفضت من 6.1 مليون طن خلال الربع الأول من عام 2023 إلى نحو 1.3 مليون طن بنهاية الربع الأول من العام الحالي. وأدى تصاعد الأحداث الجيوسياسية واستهداف الجماعات الحوثية للسفن في البحر الأحمر إلى هذا الهبوط الحاد.
وحذر الخبير الاقتصادي أحمد الخشنام من أن استمرار الأوضاع المتأزمة في البحر الأحمر سيؤدي إلى مزيد من الانخفاض في الواردات وارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن تراجع واردات الكويت في عام 2024 ينذر بكارثة مستقبلية تتطلب اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، خاصة وأن الحرب الدائرة في غزة قد تمتد إلى لبنان، مما قد يؤدي إلى توسع الحرب وتفاقم الكوارث في البحر الأحمر.
وأكد الخشنام على ضرورة تنويع مصادر الدخل في البلاد، مع أهمية التوسع في الزراعة والصناعات الغذائية. وأشار مسؤول في أحد المراكز الغذائية الكبرى، إبراهيم الكندري، إلى أن زيادة رسوم الشحن الدولي أدت إلى ارتفاع الأسعار بنسب متفاوتة، حيث ارتفعت أسعار بعض المواد بين 30 إلى 45%.
من جانبه، أوضح خبير الشحن ومسؤول شركة كويتية متخصصة في الشحن والاستيراد والخدمات اللوجستية، حسام محمد، أن تكاليف الشحن زادت بصورة هائلة، حيث ارتفعت رسوم شحن الحاوية 27 طن من 2000 أو 2400 دولار إلى ما يتراوح بين 5000 إلى 6750 دولار، بزيادة تتراوح بين 160 إلى 180% بسبب الأحداث الجيوسياسية. وأشار محمد إلى أن الطرق الملاحية القادمة للخليج بعد توسع الهجمات الحوثية بدأت تتجه عبر طريق ملاحي واحد، مما أدى إلى تأخر وصول الحاويات من شهر إلى أكثر من ثلاثة أشهر.
وحذر محمد من أن الأمور ستزداد سوءاً إذا امتدت الحرب إلى لبنان، حيث ستدخل إيران في نطاق تلك الحرب وستدعم الحوثيين، مما سيؤدي إلى توسع الهجمات على السفن وتفاقم أسعار الشحن.