حقق كبار رجال الأعمال في روسيا أرباحاً بمليارات الدولارات خلال الفترة الأخيرة، حيث استأنفت شركاتهم توزيع أرباحها وزيادتها، في ظل استقرار حالة عدم اليقين الاقتصادي المرتبط بالحرب في أوكرانيا.
وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ” من إفصاحات الشركات العامة، حصل ما لا يقل عن 12 من رجال الأعمال الروس على مبالغ تجاوزت تريليون روبل (11.3 مليار دولار) خلال عام 2023 والربع الأول من عام 2024. من بين هؤلاء الرجال، الذين يتمتعون بصلات وثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين، بعضهم تعرضوا لعقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا التي بدأت في عام 2022.
تصدر فاجيت ألكبيروف، المساهم الرئيسي السابق لـ Lukoil PJSC، قائمة الأرباح بمبلغ يقدر بحوالي 186 مليار روبل. يذكر أن ألكبيروف تجنب حتى الآن عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالرغم من فرض العقوبات عليه من قبل المملكة المتحدة وأستراليا.
المليارديران أليكسي مورداشوف من شركة “سيفرستال”، وفلاديمير ليسين من Novolipetsk Steel، حققا أرباحا بقيم 148 مليار و121 مليار روبل على التوالي من عائدات الأسهم. يخضع مورداشوف لعقوبات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما لا توجد قيود كبيرة على ليسين.
وتشمل القائمة أيضاً أشخاصاً مثل جينادي تيمشينكو، حليف بوتين، وتاتيانا ليتفينينكو، التي حصلت على حصة في PhosAgro قبل فرض العقوبات الأمريكية على زوجها في 2023. وكان فلاديمير ليتفينينكو عميداً لجامعة سانت بطرسبرغ للتعدين، حيث حصل بوتين على درجة الدكتوراه.
مع استمرار تأثير العقوبات الدولية على روسيا، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات شاملة بعد الغزو في فبراير 2022، مما دفع العديد من الشركات لتعليق دفع أرباح الأسهم لفترة، لكن مع تكيف الاقتصاد الروسي مع الظروف الجديدة، عادت الشركات إلى توزيع الأرباح والتوجه نحو الأسواق الجديدة.
وانتعش الاقتصاد الروسي بنمو نسبته 5.4% في الربع الأول من عام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بفضل الإنفاق الحكومي الكبير على تعزيز صناعة الدفاع ودعم الشركات المحلية. وبالرغم من هذا الانتعاش، تواجه الشركات تحديات فيما يتعلق بالمدفوعات والتمويل، مما يمكن أن يؤدي إلى نقص في المكونات الصناعية والسلع الاستهلاكية.
وتواجه الشركات الروسية صعوبات أيضاً في استثمار أرباحها بسبب عدم اليقين الاقتصادي، مما يجعل الانتظار خياراً أفضل في هذا الوقت بالنسبة لكبار رجال الأعمال.