تصدر اللواء السابق سعدون صبري، أحد رجال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعدما تم إلقاء القبض عليه لاتهامه بقتل السيد الشهيد محمد باقر الصدر منذ أكثر من 40 عامًا.
كواليس القبض على اللواء سعدون صبري
نرصد من خلال هذا التقرير كواليس إلقاء القبض على اللواء سعدون صبري، الذي تصدر محركات البحث، وذلك بحسب ما ذكرت المصادر الأمنية بالعراق.
وذكرت المصادر أن القوات الأمنية بالعراق، نجحت في إلقاء القبض على اللواء سعدون صبري، أحد رجال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والمسؤول عن تنفيذ أمر اعدام الشهيد الأول السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية {بنت الهدى} في عام 1980.
اقرأ أيضا
ما هو “كراج حويدر” الذي أطلقه العراقيون على ملعب جذع النخلة؟
وأوضحت المصادر الأمنية، أن تم اعتقال اللواء سعدون صبري، أثناء دخوله إلى اقليم كردستان من أجل تجديد مستمسكات رسمية في الدوائر الحكومية، حيث تم رصد دخوله إلى كردستان، لتجديد مستمسكاته الرسمية قادماً من محل إقامته بين الإمارات والأردن.
ولفتت المصادر الى، ان الأجهزة الأمنية بكردستان ماطلت في تسليم المجرم، وطالبت الأجهزة الأمنية في العراق بإجراء تحقيقات أولية معه على أراضي إقليم كردستان قبل تسليمه الى القوات الأمنية.
وتابعت المصادر: نجحت قيادات عسكرية لها صلة بالحشد الشعبي، في التفاوض مع القيادات الأمنية في إقليم كردستان وتسليم المجرم المطلوب الى الأجهزة الأمنية العراقية في بغداد.
من هو سعدون صبري
هو اللواء سعدون صبري، كان يشغل منصب مدير الشعبة الخامسة، في عهد الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين واستمر في منصبه حتى عام 1986، وكان اسمه الأمني (العميد نزار)، وهو المسؤول عن قتل وإعدام عشرات الآلاف من الأبرياء.
أصبح “صبري” مديرا لأمن البصرة، واستمر في منصبه حتى عام 1990ثم عٌين مديرا لأمن الكويت واستمر في المنصب حتى شباط1991، بعدها اختفى لدى صديق له في مدينة الموصل، عندما انفجرت الانتفاضة عام 1991.
عينه الرئيس الأسبق صدام حسين، مديرا للأمن الاقتصادي، كما أنه هو المسئول عن مذبحة التجار، وهو الذي أشرف على اغتيال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر و نجليه الشهيدين مؤمل و مصطفى و استمر بعد العملية مسئولا عن الأمن في النجف لـ 4 أشهر.
هرب اللواء سعدون صبري، إلى سوريا بعد سقوط نظام صدام حسين بالعراق، وغير اسمه الى ( الحاج صالح ) ، واستمر هاربا حتى تم إلقاء القبض عليه.
قصة إعدام الصدر الأول
وبحسب ما ذكرت وسائق إعلام محلية، نقلا عن حديث مدير السجن الذي كان به السيد محمد باقر الصدر وشقيقته الشهيدة بنت الهدى، حيث روى مدير السجن التفاصيل كاملة:
قال مدير السجن: جاء إلى مكتبي سعدون شاكر- وزير الداخلية آنذاك، و بحكم رتبتي وقفت عند الباب لأنفذ الأوامر و كان معي حينها المقدم سعدون صبري -مدير الشعبة الخامسة- و الرائد عادل إبراهيم البرزنجي والملقب بالأعظمي ضابط التحقيق في الشعبة الخامسة.
أمر سعدون شاكر بإحضار السيد الصدر.. و أجلسناه- حسب الأوامر- على كرسي أمامهما. و جرى الحوار التالي:
سعدون شاكر: أنا جئت من السيد الرئيس وهو ينتظرني الان… و قرار إعدامك في جيبي (أشر على جيبه).. شيء واحد يوقف ذلك. و هو أن تقرأ هذا البيان في التلفزيون ( و لوح سعدون شاكر بورقة يحملها في يده).. و تقول بأن الثورة الإيرانية هي مؤامرة صهيونية و أنها تعادي العروبة و الإسلام و تتآمر على العراق.. وأن حزب الدعوة عميل للاستعمار و الصهيونية.
فرد عليه السيد الصدر: هذا البيان لا ينفعكم لأن الناس لن يصدقوا به.. ولو قرأته فأن الناس سيعرفون بأنني قرأته بالأكراه.. و في كل الأحوال لن أقرأه مهما كان.. و لن ترتاحوا بعد قتلي.. ولن تتهنوا أبدا.. قتلي سيضركم ولن ينفعكم.
فقال سعدون شاكر: أذن سنفذ بك و بأختك الإعدام فورا.
هنا ارتجف السيد قليلا و لكنه ظل متماسكا- و هذا حسب رواية مدير السجن- و رد قائلا: حسبي الله و نعم الوكيل.
عند ذاك طلب سعدون شاكر, سعدون صبري فجاء و مساعده عادل إبراهيم الأعظمي, و اقتادا السيد الصدر و بدون أن يربطوا يديه أو يضعوا عصابة على عينيه.
كانت هناك سيارة قد وقفت بباب المكتب. اصعدوا إليها السيد الصدر, وكان قد ازداد صلابة و تماسكا و تحديا. ثم جاءوا بشقيقته بنت الهدى. و هي أيضا لم تكن مكبلة اليدين ولا معصوبة العينين.
فسألته: ما الأمر
فأجابها: لقد قرروا إعدامنا أنا و أنت الآن
فأخذت بنت الهدى تبكي فقال لها مبتسما و بالحرف: يا أخية لا تبكين إن موعدنا الجنة.. ألا تريدين أن تذهبي إلى الجنة؟
قالت بنت الهدى: أنا أبكي عليك
فقال لها السيد الصدر: إن الموت أحب إلي مما يدعونني إليه.
هنا صعد إلى السيارة كل من سعدون صبري و عادل الأعظمي. كان أحدهما يقود السيارة و الآخر جالس على الكرسي الأمامي.. وانطلقوا…
وانتهت رواية مدير السجن، لتبدأ رواية سعدون صبري، التي سردها في إحدى وسائل الإعلام قبل سنوات
يقول “صبري” : كان السيد الصدر طيلة الطريق يرتل آيات من القرآن الكريم, و كانت بنت الهدى ترتل معه.. حتى وصلنا بسماية.. أنزلناهما.. رفض السيد الصدر أن نغطي عينيه ولكننا غطيناهما.. كان مستمرا في قراءة القرآن و كان في قمة الصلابة والتماسك و كانت بنت الهدى في مثل تماسكه و قوته. ثم تشهد و أطلقنا عليهما النار أنا و الرائد عادل.