أصدر البنك المركزي الأوروبي تحذيراً بشأن التوترات الجيوسياسية والمنافسات الانتخابية في العديد من دول العالم، مشيراً إلى أنها قد تزيد من احتمالية تعرض المستثمرين للمفاجآت السلبية وتهدد الاستقرار المالي.
وفي تقريره نصف السنوي حول مراجعة حالة الاستقرار المالي، أشار البنك إلى أن الأسواق تتعامل حتى الآن بطريقة متساهلة مع هذه التهديدات، مما قد يؤدي إلى تغيير مفاجئ في موقف المستثمرين في حالة حدوث أي صدمات. كما حذر البنك من أن الانتخابات البرلمانية الأوروبية وانتخابات برلمانات عدة دول أوروبية قد تزيد من الغموض بشأن الأوضاع المالية العامة في أوروبا.
وقال لويس دي جويندوز، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، في التقرير: “إن نطاق المفاجآت الاقتصادية والمالية السلبية أصبح كبيراً، وبالتالي فإن توقعات المخاطر بالنسبة للاستقرار المالي في منطقة اليورو مازالت قائمة بنفس القدر… ويمكن أن يتغير المزاج بسرعة، لأسباب ليس أقلها البيئة الجيوسياسية الحالية، ومراهنة الأسواق على أداء اقتصادي ممتاز مما يمكن أن يؤدي إلى ردود أفعال كبيرة من جانب الأسواق في حال ظهور أخبار محبطة”.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن المخاطر العالمية تتزايد فقط، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير 2022 في الوقت الذي أصبحت فيه منطقة الشرق الأوسط أحدث بؤرة للتوترات الجيوسياسية في العالم.
وفي الوقت نفسه، يشهد عدد كبير من دول العالم انتخابات عامة ورئاسية ومنها الانتخابات العامة الجارية حاليا في الهند والانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وانتخابات البرلمان الأوروبي وانتخابات عدد من الدول الأوروبية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسات الاقتصادية وفقا لنتائج الانتخابات.
ومن جانبه،قال كلاس نوت، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إن اجتماع المجلس المقبل لمراجعة السياسة النقدية قد يكون الوقت المناسب لبدء خفض أسعار الفائدة الأوروبية، وهو ما يعزز التوقعات بأن تخفيف السياسة النقدية بات حتميا.
وأضاف نوت محافظ البنك المركزي الهولندي أن لديه ثقة متزايدة بأن التضخم سيتراجع نحو المستوى المستهدف وهو 2% ، مشيرا إلى تراجع نمو الأجور في منطقة اليورو “بصورة بطيئة لكنها تدريجية”، مما يخفف الضغوط على الأسعار.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن نوت قوله خلال مؤتمر لجمعية المصرفيين الأجانب في أمستردام بمشاركة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي: “سيكون لدينا تقديرات جديدة وأنا واثق مجددا من أنه إذا تأكدت الصورة كما رسمتها مؤخرا فسيكون اجتماع (حزيران) يونيو فرصة جيدة لاتخاذ خطوة أولى نحو إزالة قيود” السياسة النقدية.
يذكر أن نوت من أعضاء مجلس المحافظين الأكثر تشددا والذي كان يطالب باستمرار توخي الحذر عند بدء خفض أسعار الفائدة الأوروبية. إعادة صياغة assistant’’ أصدر البنك المركزي الأوروبي تحذيراً يشير إلى أن التوترات الجيوسياسية والمنافسات الانتخابية في العديد من دول العالم قد تزيد من احتمالية تعرض المستثمرين للمفاجآت السلبية وتهدد الاستقرار المالي.