العالم العربي لم يعد بمنأى عن وقوع الكوارث الطبيعية، التي تكررت على مدار الآونة الأخيرة، بأنماطٍ مختلفة ما بين زلازل مُدمرة أو فيضانات عارمة، خلفت على آثارها آلاف الضحايا ما بين قتلى ومصابين، فضلًا عن الإطاحة بمعالم البلاد والبنية التحتية في أماكن متفرفة لها، على غرار ما حدث في مدينة درنة الليبية، التي كانت مسرحًا للهلاك التام.
زلزال المغرب
في صباح التاسع من سبتمبر الجاري، استيقظ الأهالي في مراكش، على كارثةٍ مروعة، بعدما ضرب زلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، إقليم الحوز في وسط البلاد.
وأسفر الزلزال عن وفاة 2497 شخصًا، إلى جانب إصابة 5674 آخرين حتى الآن، حسبما أفادت وزارة الداخلية المغربية.
كما تسبب الزلزال في خسائر مادية فادحة، تمثلت وفق المعطيات المتوفرة لحد الساعة، في انهيار عدد من البنايات والجدران خاصة بالمدينة العتيقة، وانهيار صومعة مسجد خربوش بساحة جامع الفنا، وأجزاء من السور التاريخي للمدينة الحمراء.
ولم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، خصوصًا بعدما اختفت العديد من القرى الواقعة فى محيط مركز الزلزال نهائيًا، ومن بينها أحياء قديمة وبعضها بعض الأحياء التاريخية فى مدينة تارودانت التي تضررت بشكل جسيم.
ولا تزال السلطات في المغرب، تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم، وتأمين حركة السير بالطرق التى تضررت جراء الزلزال، معبئة فى الوقت نفسه كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
فيضانات درنة
الوضع الكارثي كان متفاقمًا على درجةٍ أكبر في مدينة درنة الليبية، بعدما ضربها الإعصار دانيال، مُسببًا وقوع فيضانات مُدمرة، كانت كفيلة بطمس معالم المدينة.
وتسببت فيضانات مدينة درنة في وقوع 11300 قتيل، حتى الآن، فضلًا عن وجود 10100 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة.
وأطلقت عدد من المدن والقرى الساحلية شرقي ليبيا نداءات استغاثة بعد أن عادت إليها الاتصالات التي انقطعت في وقت سابق بسبب العاصفة دانيال، فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ، فيما ذكر تقرير الأمم المتحدة، أن المدينة تعاني من مشكلة حادة فيما يتعلق بمياه الشفة، وقد أصيب 55 طفلاً على الأقل بالتسمم لشربهم مياها ملوثة.
بدورها، أوضحت الأمم المتحدة في ذلك السياق، أن هذه الأرقام من المتوقع أن ترتفع حيث تعمل طواقم البحث والإنقاذ بدأب للعثور على ناجين، مشيرة إلى أنه أن الوضع الإنساني في ليبيا، لا يزال قاتماً وخاصةً في درنة.
فيما أعلن المجلس الرئاسى الليبى فى بيان صحفى له، درنة وشحات والبيضاء مدن منكوبة نتيجة الفيضانات الكارثية التى تعرضت لها، منوهًا بالخسائر الهائلة فى الأرواح والممتلكات، وتضرر للبنية التحتية والمرافق العامة بشكل كبير، مطالبا الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم للمناطق المنكوبة فى جهود الإنقاذ البحرى لانتشال الضحايا والمساعدة فى إنقاذ الناجين وتأمين الإمدادات الضرورية، وهو ما استدعى تدفق المساعدات الدولية بالمال والعتاد، من أجل المشاركة في عمليات الإغاثة التي تُجرى في المدينة المنكوبة حاليًا.
سيول عارمة في عمان
وفي سلطنة عمان، اجتاحت السيول العارمة، أماكن متفرقة، في أعقاب هطول أمطار غزيرة، أدت إلى جرف السيارات وكل ما يعترض طريقها.
وذكرت هيئة الأرصاد في سلطنة عمان بأن المناطق الصحراوية في محافظة الداخلية شهدت هطول أمطار رعدية غزيرة مصحوبة برياح نشطة، ما أدى إلى تشكل سيول قوية، كما شهدت أيضًا مناطق أخرى مثل جبال الحجر ومحافظة الظاهرة هطولًا غزيرًا للأمطار مصحوبة برياح عاصفة، فيما لم ترد حتى الآن أي أنباء عن وقوع خسائر بشرية جراء السيول في عمان.
حرائق غابات الجزائر
وفي الجزائر، كانت منطقة بجاية، على موعد مع اندلاع موجة عنيفة من حرائق الغابات، التي استدعت تدخل السلطات لمواجهتها من ولايات برج بوعريريج وسطيف والبويرة المجاورة، وكذلك من العاصمة، بجانب مروحيات الإسعاف الجوي وفقًا للحماية المدنية.
ونشبت حرائق الغابات يوم الجمعة الماضية، بولايتي بجاية وتيزي وزو المتجاورتين شرق الجزائر، بعد إخماد حريق آخر في تيزي وزو، كذلك نشب حريق في غابة مهوي قرب مدينة تيشي، ومثيلًا له بغابة عش الباز بولاية بجاية، وحريق ثالث في غابة قرية إيجداسن بولاية تيزي وزو.
وحذرت الحماية المدنية لولاية بجاية، من نشوب حريق بإحدى غابات منطقة عش الباز ببوليمات، مؤكدة تسخير رتل متنقل تابع للولاية، وأرتال من البويرة وسطيف وبرج بوعريريج، كما أكدت عدم تسجيل أي خسائر بشرية، بعدما تم إخلاء المناطق الآهلة بالسكان لتفادي أي مخاطر.