تعيش في الإمارات أكثر من 220 جنسية، وتشارك جميعها في احتفالات شهر رمضان المبارك. يجتمع الناس من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية على موائد الإفطار، ويشاركون في الأمسيات والمجالس الرمضانية.
خلال الشهر الكريم، تقام في الإمارات العديد من موائد الرحمن، حيث يتم تقديم وجبات الإفطار في كل المساجد الكبرى في الإمارات، وتجمع هذه الموائد العديد من الصائمين من مختلف الجنسيات، مما يعزز أجواء التسامح والتعايش بين سكان الإمارات.
عند غروب الشمس، يتم إطلاق مدفع الإفطار في مختلف أنحاء الإمارات، وتم نشر مدافع تراثية في مناطق سياحية رئيسية مثل برج خليفة ومدينة اكسبو في دبي، وكورنيش البحيرة في الشارقة. يجذب المدفع الأطفال والكبار على حد سواء لمشاهدة لحظة الإطلاق، ثم يجتمعون لتناول وجبات الإفطار بشكل جماعي في تقليد رمضاني مميز.
مع تنوع الجنسيات في الإمارات، تتنوع أيضا الوجبات الرمضانية. تتنافس المطاعم السورية والمصرية والمغربية واللبنانية والأردنية لتقديم أطباق رمضان التقليدية من كل دولة، مما يتيح للصائمين الإفطار والسحور بوجبات متنوعة، ويمكنهم الاستمتاع بأطباق الحلويات من الخليج إلى المحيط.
الإماراتيون يحرصون على تقديم الأطباق الشعبية على مائدة الإفطار يوميا، خاصة المجبوس والثريد والبرياني واللقيمات، بالإضافة إلى الهريس الذي يعد الطبق المفضل على مائدة الإفطار في الإمارات.
في كل رمضان، تنظم حكومة دبي إفطارا جماعيا يجمع قادة الأديان والطوائف والمذاهب المقيمة في الإمارة على مائدة واحدة، بمشاركة أعضاء الهيئات الدبلوماسية والقنصلية في الإمارة وكبار الشخصيات والأعيان والمسؤولين بالدولة. يهدف هذا الإفطار إلى نشر قيم الألفة والمحبة، وتعزيز وبث روح التعايش السلمي والتلاحم وتقريب وجهات النظر بين الجاليات، وتقبل الآخر بجميع معتقداته من دون تمييز أو عنصرية، وفق وصف المنظمين.
في المساجد، يصطف السوداني بجلبابه الأبيض، إلى جانب المصري بالجلباب الصعيدي، والهندي بملابسه الوطنية، لأداء صلاة التراويح، بينما تجتمع نساء بالعباءات السورية والأردنية والمغربية في حلقات سمر أسرية بالحدائق العامة.
“المجالس الرمضانية” هي من التقاليد الإماراتية الأصيلة، حيث تستضيف الشخصيات العامة جموع الإماراتيين وغيرهم من أبناء الجنسيات المقيمة في الإمارات، في صالونات المنازل لمناقشة قضايا اجتماعية وحياتية تهم سكان الدولة، ويتحدث في تلك المجالس علماء وخبراء وباحثون ويناقشون موضوعات اجتماعية واقتصادية وعلمية.
تشهد الإمارات خلال شهر رمضان المبارك، مسابقات كبرى لحفظة القرآن الكريم، تجذب مئات المتنافسين من الإمارات وخارجها، ويتابعها الآلاف من المسلمين حول العالم، عبر القنوات الفضائية الإماراتية ومنصات التواصل الاجتماعي.
يقول الإماراتي أحمد الكعبي: تعد ليالي رمضان فرصة كبيرة للقاء ابناء العائلة الواحدة، حيث يجتمعون على موائد الافطار وعقب صلاة التراويح في منزل الجد في جلسات رمضانية تجمع الكبار والصغار.
ويضيف لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا): تستقبل الدولة في شهر رمضان مجموعة من العلماء ورجال الدين الإسلامي من مختلف الدول العربية الذين يقدمون محاضرات في المساجد والمؤسسات المجتمعية، ويثرون أيام رمضان بتثقيف جمهور الصائمين حول الأمور الفقهية، ومناقشة موضوعات إيمانية وفكرية متعددة.
ويقول فريد علي، وهو مصري مقيم بدبي، إن شهر رمضان يجمع محبي ممارسة الرياضة في دورات رياضية متميزة، ومنها بطولة (ناس) بدبي التي تتيح للأفراد المشاركة والتنافس في العديد من الألعاب وتستضيف نجوم الرياضة في مختلف الرياضات.