تواجه دول الخليج العربية تحديات كبيرة بسبب البيئة الصحراوية وندرة المياه الصالحة للشرب والاستخدام. ولهذا السبب، قامت هذه الدول بإنشاء حوالي 157 محطة لتحلية مياه البحر لتلبية الطلب المتزايد على المياه بسبب النمو السكاني والتطور العمراني.
ومع ذلك، فقد لوحظ في العقدين الماضيين ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الخليج، وهو ما يشكل خطراً على الأمن المائي في المنطقة. وقد أثرت التغيرات المناخية على هذه الزيادة، حيث أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة تبخر مياه البحر وانحسار منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، اللذين يعدان المصدرين الرئيسيين لمياه شط العرب. وقد أدى هذا إلى تقليل كميات المياه العذبة التي تصب في الخليج العربي، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من الأملاح التي تنتج من عمليات التحلية.
وتتجاوز معدلات استهلاك الفرد للمياه في الدول الخليجية المعدلات العالمية، حيث يصل متوسط استهلاك الفرد اليومي للمياه العذبة إلى 295 لترا. ووفقاً لإحصائية حديثة، فإن قطر تأتي في المرتبة الأولى من حيث استهلاك الفرد للمياه العذبة، حيث يصل إلى حوالي 470 لترا في اليوم، تليها البحرين بـ 440 لترا، ثم الكويت بـ 330 لترا، ثم الإمارات بـ 300 لتر، والسعودية بـ 265 لترا، وأخيراً عمان بـ 100 لتر للفرد يومياً.
ومع تداعيات التغيرات المناخية وعدم توافر مصادر دائمة أو بديلة للمياه العذبة مثل الأنهار والبحيرات، وشح الأمطار، وزيادة معدل الاستهلاك المنزلي، بالإضافة إلى غياب ثقافة ترشيد الاستهلاك وارتفاع تكلفة تحلية المياه، تواجه دول الخليج تحدياً حول مدى قدرتها على مواجهة واقع تفرضه معادلة صعبة تتمثل في النمو السكاني السريع مع ضمان استدامة مصادر مياه الشرب للسكان.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور بدر العنزي، العميد المساعد للشؤون العلمية والأبحاث والدراسات العليا في كلية العلوم الحياتية، إلى أن الساحل الكويتي الذي يمتد على نحو 200 كيلومتر يقع في واحدة من أكثر الأماكن ضحالة وملوحة في الخليج العربي وبعيداً عن تيارات الخلط المندفعة من مضيق هرمز، والتي تساعد على تخفيف الملوثات الناتجة من محطات التحلية.
وأوضح العنزي أن كميات الأملاح الناتجة من محطات التحلية التقليدية تساهم في زيادة نسبة الملوحة، مما يؤدي إلى تقليل كفاءة عملية التحلية. وأضاف أن كميات الصرف الصحي التي تلقى في البحر، بالإضافة إلى الأملاح من محطات التحلية، تساهم في زيادة المغذيات في المياه الساحلية، مما قد يزيد من نمو الطحالب التي تقلل من نسبة تركيز الأكسجين المذاب في البحر، مما قد يؤدي إلى نفوق الأسماك.
وأشار الدكتور العنزي إلى أنه يتعاون مع عدد من الجامعات العالمية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والصين لإيجاد حلول من شأنها رفع الكفاءة وتقليل الأثر البيئي لمحطات التحلية وتحقيق التنمية المستدامة في الكويت