انهارت المنازل على روءس أصحابها، وقتلت الجميع فى غفلة، عقب اندفاع السيول المدمرة إلى شرق ليبيا، وأصابت فيما أصابت منطقة «درنة» بأكملها، ورغم تواصل جهود الإنقاذ والإغاثة المستمرة من القوات الليبية، والمساعدات التى جاءت من كل حدب وصوب، إلا أنها ما زالت عاجزة عن انتشال كل جثث القتلى من تحت الأنقاض، حتى بدأت الروائح الكريهة تفوح فى المنطقة.
أعداد ضخمة خلفتها عاصفة دانيال القاتلة، حتى بدأت الأصوات تتعالى تستغيث، ومنها مقطع فيديو نشره شاب من مدينة سوسة، عقب انتشار رائحة الجثث.
وطالب الشاب فى مقطع الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، بإرسال فرق الإنقاذ للبحث عنها وانتشالها قبل تعفنها.
تواجه السلطات الليبية، معاناة كبيرة في الوصول إلى الأموات والمفقودين بعدما جرفهم السيل، وتشاطئ معظم الضحايا على مياه البحر، ما تسبب فى تدمير البنية التحتية، حتى يصبح الشاغل الأكبر التعامل مع معضلة الجثث ورائحة الموت التي تفوح في مكان.
وأظهرت عدة مقاطع فيديو تم تداولها، انتشار جثث بأعداد كبيرة على الشواطئ، فضلا عن تراكم عدد أخر فى الشوارع وأسفل الأشجار تنتظر من يتعرف عليها.
ونادت بعض الجهات بضرورة التدخل السريع لإجلاء الجثث ودفنها، قبيل انتشار الأوبئة والأمراض حتى لا تعمق جراح الليبين، فيما تتسابق فرق الإنقاذ عملها لإنهاء هذه المهمة الشاقة ، ودفن الجثث في مقابر جماعية، لكن صعوبة الوصول إلى المناطق المتضرّرة، تجعل مهمتهم في غاية الصعوبة.