عقد مجلس الوزراء، اليوم، الخميس، الموافق الخامس عشر من فبراير، اجتماعًا استثنائيًا عقب صدور مرسوم أميري بحل مجلس الأمة.
وخلال الاجتماع أوضح المجلس أن ما صدر عن جلسة مجلس الأمة محل استنكار رسمي وشعبي، مؤكدًا أنه لن يتم قبول المساس بالمقام السامي والتجاوز على الأحكام الدستورية.
وأكد المجلس أن التجاوز على الأحكام الدستورية أمر لا يتسق مع نهج الآباء والأجداد ولا يعكس قيمنا الأصلية.
وأصدر سمو أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الخميس 15 فبراير، مرسموما أميريا برقم 16 لسنة 2024، بحل مجلس الأمة، بسبب ما بدر من المجلس من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي، وتعمّد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة.
وكانت مصادر مطلعة، قالت لـ “الكويت 24” في وقت سابق، أن الأزمة الحالية التي وقعت بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بسببب كلمة عبدالكريم الكندري، قد تؤدي إلى حل مجلس الأمة، وذلك بسبب إصرار الحكومة على شطب كلمة النائب الكندري، ومعارضة أعضاء المجلس لـ رغبة الحكومة.
تسببت كلمة عبدالكريم الكندري، عضو مجلس الأمة التي ألقاها في جلسة 7 فبراير الجاري وتضمنت الرد على الخطاب الأميري، أزمة بين الحكومة ومجلس الأمة، حيث تصر الحكومة على حذف الكلمة من المضبطة، بينما يرفض أغلبية أعضاء المجلس، شطب الكلمة.
وازاد البحث خلال الساعات القليلة الماضية، عن كلمة عبدالكريم الكندري، عضو مجلس الأمة، التي أثارت الجدل، وحاول رئيس مجلس الأمة، تنفيذ رغبة الحكومة، وشطب الكلمة من المضبطة، إلا أن قراره قوبل بالرفض من أغلبية أعضاء المجلس.
“الكويت 24” ينشر من خلال هذا التقرير كلمة عبدالكريم الكندري، عضو مجلس الأمة، التي أثارت الجدل وتفاصيل الأزمة بين الجكومة ومجلس الأمة، لـ إصرار الحكومة على شطب الكلمة من المضبطة، الأمر الذي تصدى له مجلس الأمة بتصويت أغلبية أعضاء المجلس ضد قرار الشطب.
ورفض 44 عضوا من أعضاء المجلس، خلال جلسة الثلاثاء الماضي، شطب كلمة عبدالكريم الكندري عضو مجلس الأمة، من مضبطة جلسة 7 فبراير، بينما وافق 16 عضواً، ليصبح القرار بإعادة تصحيح المضبطة وإلغاء الشطب.
وخلال جلسة الثلاثاء وجه الكندري حديثه لـ رئيس مجلس الأمة قائلًا : «المادة 108 من الدستور، تنص على أن العضو يمثل الأمة بأسرها، والمادة 110 تقول إن العضو حر في آرائه، وما حدث في الجلسة الماضية، أنك قمت بشطب مداخلتي بالرد على الخطاب الأميري في التلفزيون بداية، ثم قمت بشطبها من المضبطة. ولا بد أن نؤكد بأن هذه المسألة ليست جوازية، اللي يعجبك تذيعه واللي ما يعجبك ما تذيعه، أنا منذ 10 سنوات وأنا أناضل داخل هذه القاعة كل هذا في سبيل كلمة الحق».
وتابع عضو مجلس الأمة: «أنت أظهرتني أمام الشعب، وكأني أسأت للقيادة، أنت تملك خبرة كبيرة في العمل السياسي ومصداقية في الشارع، فصعب جداً أن يصدق الشعب عبد الكريم الكندري. وأنت شطبت كلمتي، وخالفت عرفاً برلمانياً، وخالفت نفسك، لأني أتيت بسوابق برلمانية برئاستك. فالسيد النائب عباس مناور في 1985، كان يرد على الخطاب الأميري، وتحدث صراحة بأن الخطاب لابد أن يوجه لسمو الأمير، والنائب جاسم الخرافي أيضاً قال بشكل واضح علينا أن نتمعن في الكلمة وتحدث عن النطق السامي».
وأضاف الكندري «منذ 10 سنوات وأنا في كل خطاب أميري أتكلم عن النطق السامي، فأنت أخي الرئيس خالفت نفسك أيضاً في الجلسة الماضية، فالعديد من النواب تحدثوا في أشياء غير الخطاب الأميري، ولم تتعامل معهم بنفس الأسلوب. والله أني لم أقم إلا أن دافعت عن المجلس ونفسي، أمام كلام سمو الأمير القاسي كأب ورديت عليه كابن، ولم أتجاوز بل تحدثت بإخلاص للأمير. وأكرر أنا لم أخطئ وأترك الشعب يقدر الكلمة، فأنت وضعتني في موضع شبهة، فأنا لم أتجاوز عن والدي ولا الأمير، تحدثت بكلام قيل في قاعة عبدالله السالم، وكنت واضحاً. وما فعلته أخي الرئيس قطعت كلامي وسمحت للوشايات. كلمتي التي حذفتها ليست ملكاً لك أخي الرئيس بل هي ملك للشعب، أنا صدقت مع الأمير وتكلمت بكل أمانة، لأنني على قناعة أن سمو الأمير يريد أن يسمع، ومن حق الأب أن يقسو علينا، وفي النهاية أترك الرأي للمجلس».
وردأ على ذلك قال أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة: «في ما يتعلق بالشطب، فما يرد في التلفزيون هذه سلطة مطلقة وتم الشطب. وحتى أقوم بنفس العمل قلت نفس الكلام الذي شطب من التلفزيون يشطب من المضبطة، لذلك في المضبطة شطب منها ما شطب في التلفزيون».
الحكومة تغيب عن جلسة مجلس الأمة
وفي أول رد فعل من الحكومة، على قرار مجلس الأمة، بعدم شطب كلمة النائب عبدالكريم الكندري عضو مجلس الأمة، تقدمت الحكومة أمس الأربعاء، باعتذار عن حضور جلسات المجلس، الأمر الذي دفع برئيس المجلس أحمد السعدون، تأجيلها لجلسة 5 مارس.