أشاد سفير سريلانكا في الكويت، كانديبان بالا، بالعلاقات العميقة بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات التاريخية بين سريلانكا والكويت تمتد منذ عام 1971، وذلك في حفل أقامته السفارة السريلانكية للاحتفال بالذكرى الـ76 لاستقلال بلاده، والذي حضرته وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون البلدية، الدكتورة نورة المشعان، أكد بالا أن الكويت تعتبر موطناً لأكثر من 130,000 مهاجر سريلانكي، وأن مشاركة الشعب السريلانكي على مر السنين أصبحت قوة دافعة لتعزيز العلاقات المتعددة الجوانب بين البلدين.
وأشار إلى أن التجارة الثنائية بين البلدين قد شهدت نمواً ملحوظاً على مر السنين، وأن عدد السياح القادمين من الكويت إلى سريلانكا قد ازداد العام الماضي. كما أن التحويلات المالية من الكويت إلى سريلانكا تواصل النمو.
وأضاف بالا أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يلعب دوراً مهماً في دعم العديد من مشاريع البنية التحتية في سريلانكا، والتي تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع السريلانكي. وقدم شكره للقيادة والحكومة الكويتية على دعمهم المستمر لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأشار بالا إلى أن التعاون الثقافي بين البلدين، بالتعاون مع المجلس الوطني للفنون والثقافة والآداب، قد تزايد على مر السنين. وأكد أن الثقافة تعتبر قوة ناعمة تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد بالا أن سريلانكا ملتزمة بالتعاون الدولي وتشارك بنشاط في المناقشات الثنائية والمتعددة الأطراف لمعالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ والتنمية الاقتصادية والسلام والأمن. وأشار إلى أن سريلانكا تولت قيادة رابطة حافة المحيط الهندي منذ بضعة أشهر، وتمكنت من تنويع انتشار العمال المهاجرين من القطاعات التقليدية إلى العديد من مجالات التوظيف المهنية والماهرة في الكويت.
وأشار بالا إلى أن سريلانكا تتعافى من أسوأ أزمة اقتصادية واجهتها في أوائل عام 2022، والتي هددت بتفكيك الأمة تماماً. وأضاف: “وإدراكاً للأزمة التي كانت تلوح في الأفق، بدأنا مفاوضات حاسمة مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبنوك التنمية المتعددة الأطراف الأخرى”.
وأضاف: “بدأنا أيضا عملية إعادة هيكلة الديون لتحقيق القدرة على تحمل الديون، وبما أن إطلاق تسهيلات صندوق النقد الدولي الموسعة لم يكن فورياً، كان التحدي يتمثل في تأمين التمويل المرحلي من أجل ضمان عدم انهيار الاقتصاد بشكل لا يمكن إصلاحه، وتمكنا من التواصل مع مجموعة متنوعة من الحلفاء الدوليين من تأمين تسهيلات تمويلية موسعة مع صندوق النقد الدولي”.
وعن المناسبة، قال: “نعرب عن تقديرنا وامتناننا العميق لأسلافنا الذين قدموا تضحيات جسيمة في نضال سريلانكا من أجل الاستقلال”.
وأضاف: “إن بناء الأمة في حقبة ما بعد الاستقلال هو رحلة مليئة بالصراعات والتحديات مثل العديد من الدول الأخرى التي شهدتها آسيا وأفريقيا وأجزاء أخرى من العالم.
وتابع: “بفضل حكمة قائدنا الذي حدد أولوياتنا بشكل صحيح، سعت الحكومات المتعاقبة في سنوات ما بعد الاستقلال إلى ضمان حصول المواطنين على التعليم والرعاية الصحية بشكل شامل، وكانت نتائج هذه الرؤية بعيدة النظر واضحة تماما في سريلانكا اليوم، حيث تم تجهيز المجتمع بمستويات عالية جدا من القراءة والكتابة ومعايير الرعاية الصحية في المنطقة.
وتابع: لقد أدرك قادتنا ذوو الرؤية الثاقبة أهمية العلاقات الدولية، وكانت أولويتهم الأولى في عملية بناء الأمة هي تعزيز العلاقات مع جيراننا المباشرين والقوى الكبرى.