في خطوة حاسمة نحو تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، أكد رئيس الوزراء المكلف نواف سلام اليوم الجمعة أن النقاشات المتعلقة بالتشكيل تسير في أجواء إيجابية للغاية. وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء جمعه بالرئيس جوزاف عون، مشيرًا إلى قرب الإعلان عن أسماء وزراء الحكومة المقبلة، وسط تحديات سياسية ومساومات معتادة في المشهد اللبناني.
عملية تكليف نواف سلام وتحدياتها
ترشيح الأغلبية البرلمانية
حظي نواف سلام بدعم أغلبية أعضاء مجلس النواب في جلسة ترشيحه التي انعقدت يوم الاثنين الماضي، ليصبح المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. ومع ذلك، غابت تأييدات جماعة حزب الله وحركة أمل، الداعمتين لاستمرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته نجيب ميقاتي.
المعارضة والتحديات السياسية
جماعة حزب الله وحركة أمل، اللتان تتمتعان بنفوذ كبير في السياسة اللبنانية، فضّلتا بقاء ميقاتي في منصبه، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى عملية تشكيل الحكومة. لكن الأغلبية البرلمانية قررت منح الفرصة لنواف سلام، المعروف بخبرته في الشؤون الدولية والقانونية.
التصريحات الإيجابية واستعدادات التشكيل
تصريحات نواف سلام
بعد اجتماعه مع الرئيس جوزاف عون، أبدى سلام تفاؤله بشأن تشكيل الحكومة قائلاً: “الأجواء أكثر من إيجابية، وعملية تشكيل الحكومة تسير على الطريق الصحيح”. وأكد أنه سيعلن قريبًا عن أسماء الوزراء الذين سيشاركون في الحكومة الجديدة، مما يعكس حرصه على تسريع العملية.
تصريحات نبيه بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو حليف وثيق لحزب الله، أشار أيضًا إلى إيجابية النقاشات بعد اجتماعه مع سلام، واصفًا اللقاء بأنه “واعد”. تصريحات بري قد تُعتبر إشارة إلى إمكانية وجود تفاهمات ضمنية بين الفصائل المتباينة.
الدور الطائفي والمساومات في تشكيل الحكومات اللبنانية
تقسيم الحقائب الوزارية
غالبًا ما تستغرق عملية تشكيل الحكومة اللبنانية وقتًا طويلاً بسبب التوازنات الطائفية التي تفرضها التركيبة السياسية في البلاد. تسعى الفصائل المختلفة لضمان الحصول على حصص معينة من الحقائب الوزارية لضمان تأثيرها في صنع القرار.
الضغط الدولي والمحلي
المجتمع الدولي يراقب عن كثب مسار تشكيل الحكومة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعاني منها لبنان. وهناك ضغوط لتشكيل حكومة فعّالة قادرة على تنفيذ إصلاحات حقيقية.
من هو نواف سلام؟
خلفية مهنية مميزة
نواف سلام هو شخصية قانونية ودبلوماسية بارزة، حيث شغل منصب قاضٍ في محكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى كونه مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا.
نهجه التوافقي
يشتهر سلام بنهجه الدبلوماسي التوافقي، مما يعزز الآمال في قدرته على تحقيق توازن بين مختلف الأطراف اللبنانية المتنازعة.
توقعات بشأن الحكومة المقبلة
التركيبة الحكومية
من المتوقع أن تضم الحكومة الجديدة شخصيات تتمتع بخبرة فنية وإدارية، بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد.
الملفات العاجلة
تواجه الحكومة المقبلة تحديات ضخمة تشمل:
- الأزمة الاقتصادية: انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات الفقر.
- الإصلاحات الهيكلية: تنفيذ إصلاحات مطلوبة للحصول على الدعم الدولي.
- إعادة الثقة: إعادة بناء ثقة المواطنين بالنظام السياسي.